الموضوع له صلة مباشرة بالواقع ويحتاج لنقاش جدي بعيدا عن المزاح
فعندما يصل الأمر الى أن يضرب الزوج زوجته وفق مفاهيم خاطئة يعتقدها بحسب بعض التخلف الموجود في فكر المجتمع فإن الحياة الزوجية تفقد السبب الذي أوجدت من أجله وهو المودة والرحمة
وبعض الأزواج يظن بفهمه الخاطئ لتشريع ضرب الزوجة الناشز الذي طبعا بعيد كل البعد عن مقصد الإسلام في الضرب ومفهومه ، بأنه يحق له أن يهين زوجته ويعتدي عليها بضرب او بكلام قبيح او إهانة يومية
وفي المقابل كذلك وإن كانت حالات ضرب الزوجات للأزواج تعتبر نادرة بالنسبة لضرب الأزواج للزوجات الا أنه تستبدل في أحيان كثيرة بطريقة كلام غير لائقة من الزوجة لزوجها كأن تهينه وتستحف به أو حتى تشتمه أو تقلل من قدره
كلام الأمرين هما موجودان في واقعنا ولا أقول بأنهما ظاهرة ولكن هذا لايمنع أن نحدد أصل الداء في هذه المعضلة الإجتماعية التي تهدم البيوت
الرجل الذي يقبل على نفسه أن يستغل ما وهبه الله من رجولة وقوة ليستقوي بها على زوجته التي يتوجب عليه حفظها وصيانتها يكون رجل ناقص الرجولة ويريد أن يغطي على خلقه السيء وضعف شخصيته في خارج البيت بالإستقواء على بنت الناس التي في كنفه وللأسف ان المجتمع ببعض مفاهيمه المتخلفة والتي حتى النساء ذاتهن يساهمن في نشرها يجعلن شكوى الزوجة إن تعرضت للضرب وكأنه عار لايجوز
بل إن البعض يتمادى ليظهر الزوجة وكأنه قطعة أثاث وللأسف هذا يحصل من أهلها
فكثير ما نسمع مثلا عن عبارة يقول أهل الزوجة للزوج وهي : ( اكسر ونحن نجبر ) وكأنهم يظنون بذلك أنهم يساهمون في رفع مكانة ابنتهم لدى الزوج ولكنه لدى الكثيرين يكون سبب في الاستقواء على الزوجة لأنها في النهاية بحسب النظرة المتخلفة هي المخطئة حتى لو لم تكن مخطئة
أما بالنسبة للزوجة التي تتعدى لفظيا على زوجها ولا توقره وتظهر احترامه فمن الصعب اصلاحها لأنها تكون خرجت من بيئة فاسدة وتربت على مثل هذه الأخلاق وفي هذه الحالة ففراقها هو الحل الأمثل